عمان - احمد الطراونة - احتفلت الجامعة الاردنية باعادة تأهيل متحفي الاثار والتراث الشعبي التابعين لكلية العلوم الاجتماعية والانسانية، برعاية نائب رئيس الجامعة د.صلاح جرار وبحضور مندوب وزير السياحة وعدد من الباحثين والمهتمين من الوطن العربي والعالم .
واشتملت الأمسية على عدد من الفعاليات الثقافية حيث تجول نائب الرئيس ومرافقوه في جوانب معرض الحياة الشعبية واطّلعوا على العديد من الصور التراثية الشعبية الاردنية المجسمة والتي مثلت مراحل مختلفة من تطور الحياة الشعبية في الأردن.
وتجول الحضور في متحف الآثار في الجامعة الاردنية والذي بدوره أرخ لحقب متتالية ومختلفة من تاريخ الأردن، تلا ذلك عروض فنية وأغاني لفرقة كورال الجامعة ، ثم تبع ذلك عرض للأزياء الشعبية الاردنية والتي تمثلت في عرض عدد من الازياء التراثية الاردنية : كالثوب الكركي، والخلقه السلطيه، المدرقه المعانية، وغيرها من أشكال اللباس الاردنية الخاصة بالنساء والتي تمثل هوية كل منطقة من مناطق الأردن،
ثم قدم د. ايمن تيسير بعض من الأغاني الغزلية للشاعر ابن الفارض.
والقى عميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، د. عبدالله نقرش كلمة أكد فيه على حاجة الإنسان الى التاريخ ليقرأ من خلاله المستقبل. ثم تحدثت مشرفة متحفي الآثار، والحياة الشعبية د. ميسون النهار، عن أهم مراحل تطور وبناء هذه المتاحف.
وكان تأسس متحف الآثار في الجامعة الاردنية عام1962 ، عند تأسيس الجامعة وقد أشتمل آنذاك على عدد محدود من القطع الأثرية إلا أن أهمية وجود متحف للآثار في الجامعة الاردنية شجع فكرة إعادة تطويره وتجديده ليتناسب مع المكانة العلمية المتميزة للجامعة الاردنية، فمتحف الآثار متحف تعليمي وهو بمثابة كتاب مفتوح، صفحاته خزائن العرض الموجودة فيه، حيث تحتوي هذه الخزائن على مخلفات ومقتنيات أثرية وحضارية تمتد منذ العصور الحجرية القديمة وحتى نهاية العصور الإسلامية.
وضمن مراحل تطور المتحف التي مر بها هو انتقاله الى الموقع الحالي في العام 1986 فأصبح يتوسط الحرم الجامعي ويحاط بالمسطحات الخضراء التي تم الاستفادة منها في عرض المزيد من القطع الأثرية والشواهد التاريخية التي تنطق بحضارة وتاريخ الأردن واعتبار هذه الساحات متحف خارجي يجذب انتباه الطلبة وينمي لديهم الحس بأهمية تراثنا الحضاري والتاريخي والوطني .
وقد تم جمع مقتنيات المتحف من مصدرين رئيسيين هما دائرة الآثار العامة، المتحف الوطني . وحفريات قسم الآثار التدريبية، حيث تم التنقيب بمواقع متعددة من الأردن مثل جرش، والبترا، وتل المزار، وتل سلامة، ورجم الكرسي، وياجوز، وتل سيران، وتل أبو نصير، وتل أبو الصوان، وغيرها.
وامتدادا لدور المتحف في رصد الظواهر والشواهد الاثارية التي تحكي قصة تاريخ الأردن فانه يقوم بدوره التعليمي حيث تتوفر فيه إضافة لقاعات العرض،قاعات للبحث العلمي وغرف للتصوير الفوتوغرافي والرسم الأثري ومختبرات للأعمال الترميمية وصيانة الآثار.
أما متحف الحياة الشعبية فقد جاءت فكرة إنشاء متحف الحياة الشعبية في الجامعة الأردنية عام 1977م لكي تكون محتويات هذا المتحف مجالا تطبيقيا لبعض المعارف النظرية التي تدرس في قسم علم الاجتماع عن الحياة الاجتماعية في المجتمع الأردني، وبخاصة تلك المعارف التي تتضمنها مادة الانثروبولوجيا.
ويضم المتحف عناصر كثيرة من التراث الشعبي، وهي الأدوات التي صنعها الإنسان الأردني واشتقها من البيئة الطبيعية المحيطة ومن الحيوان لتلبية متطلباته واحتياجاته المتعددة، وكان الإنسان الأردني يدخل على هذا العنصر بعض التجديدات والتحسينات لتتلاءم مع احتياجاته المتجددة، وقد صنفت محتويات المتحف حسب المادة التي صنعت منها الأداة وبحسب غرض الاستعمال، فأصبح المتحف يضم أدوات الزراعة واللباس والزينة والأثاث المنزلي وأدوات الشرب والطعام والقهوة وبيت الشعر والأدوات الخاصة بالحيوان ونحوها.
والهدف من تأسيس هذا المتحف هو حفظ التراث الشعبي الأردني من الضياع والاندثار ليكون علامة بارزة على إنجازات المجتمع الأردني وإبداعاته، وأسلوب تفاعله مع البيئة الطبيعية المحيطة، وكيفية التعامل معها وتسخير مواردها لإشباع احتياجاته المتعددة.
متحف الحياة الشعبية فـي الأردنية .. أهمية المحافظة على التراث
12:00 25-5-2008
آخر تعديل :
الأحد